عندما يتعلق الأمر بالعطور الفاخرة، فإن عطر العود يتربع بلا منازع على عرش العطور الشرقية. بعبقه الدافئ والغامض، يحمل العود في طياته تاريخاً عريقاً ويرمز للترف والرفاهية.
أسرار نشأة العود:
يستخرج العود من راتنج شجرة العود (Aquilaria spp.) النادرة، التي تنمو في مناطق جنوب شرق آسيا. نتيجة إصابة هذه الشجرة بفطر معين، يتكوّن الراتنج الثمين الذي يُستخلص منه فيما بعد عطر العود عبر عملية دقيقة و تقليدية (taqleediya - تقليدية). ندرة هذه المادة وطريقة استخلاصها تجعل من عطر العود من أغلى أنواع العطور في العالم.
عالم من روائح العود:
عطر العود ليس رائحة واحدة، بل هو عالم متعدد الأوجه. يختلف العود باختلاف المنطقة التي تنمو فيها الشجرة ونوعية الراتنج المستخرج. بشكل عام، يتميز العود برائحته الدافئة والخشبية، مع لمسات ترابية خفية، وقد تظهر فيه نفحات زهرية أو حتى فواكه.
أكثر من مجرد عطر:
يتجاوز استخدام العود مجرد تعطير الجسم، فهو مرتبط بعادات وتقاليد راسخة في تراثنا العربي:
الضيافة: يُستخدم بخور العود لإضفاء أجواء من الفخامة والترحاب على الضيوف في المنازل والمجالس.
الطقوس الدينية: يُستخدم العود في المناسبات الدينية والاحتفالات الخاصة لإضفاء أجواء من القداسة والخشوع.
تعطير المقتنيات: قديماً، كان يُستخدم العود للحفاظ على الملابس والمفروشات الثمينة من التلف، بالإضافة إلى منحها عبيرًا مميزًا يدوم طويلاً.
استخدام عطر العود:
هناك عدة طرق للاستمتاع بعطر العود:
عطر العود المركب: وهو الأكثر شيوعاً، حيث يتم مزج العود مع روائح أخرى مثل الورد والعنبر والمسك للحصول على عطور عصرية متنوعة.
دهن العود: وهو مستخلص مركز من راتنج العود، ذو رائحة قوية ومكثفة، يستخدم بكميات قليلة جداً.
بخور العود: تُحرق رقائق خشبية مشبعة بعطر العود لإضفاء رائحة مميزة على المكان.
اقتناء عطر العود الأصيل:
نظراً لقيمته العالية، ينتشر للأسف تقليد عطر العود أو خلطه بمواد أخرى. للحصول على عطر عود أصيل، احرص على شرائه من متاجر عطور موثوقة لديها سمعة طيبة بالجودة والخبرة.
رحلة عطرة لا تُنسى:
عطر العود هو دعوة لاستكشاف تراثنا العريق. استنشق عبق الشرق وأغتنِ بفخامة عطره. تجول في الأسواق العربية القديمة واكتشف أنواع العود المختلفة. أو قم بزيارة متجر عطور متخصص للحصول على استشارة من خبراء العطور.
استعد لإطلاق العنان لحواسك واكتشاف عالم العود الساحر.
Commentaires